اسليدرأخبار عاجلةأخبار عالميةالتقارير والتحقيقات
لا حرية… لا أمان… لا اقتصاد: أمريكا تجرب الفاشية على طريقة ترامب
أحمد مراد يكتب من نيويورك

لا حرية… لا أمان… لا اقتصاد: أمريكا تجرب الفاشية على طريقة ترامب
لا حرية… لا أمان… لا اقتصاد: أمريكا تجرّب الفاشية على طريقة ترامب
في عالم يُفترض أن الحاكم فيه موظف لدى الشعب، يُفترض أن الرصاص لا يُطلق إلا في الحروب، وأن الجيش مكانه الجبهة لا الاحتفالات…
لكن في أمريكا 2025، كل شيء يسير بالعكس. في يوم مولد الرئيس السابق والحالي – وربما المقبل – دونالد ترامب، لم يكن الاحتفال بكعكة ولا أحفاد… بل بدبابات. استعراض عسكري مهيب وسط العاصمة واشنطن، شارك فيه أكثر من 6600 جندي، و150 مركبة حربية، و50 طائرة مقاتلة حلّقت فوق رؤوس السكان. وفي نفس التوقيت، تلقى الحزب الديمقراطي ضربة قاتلة. في ولاية مينيسوتا، اغتيلت ميليسا هورتمن، الرئيسة السابقة لمجلس النواب المحلي، هي وزوجها، وتم إطلاق النار على السيناتور جون هوفمان في حادث منفصل. الجاني كان يرتدي زي شرطي، وعُثر في سيارته على قائمة بأسماء مستهدفين سياسيين ومنشورات معادية للديمقراطيين. والمشهد كان أوضح من أن يُفهم خطأً:
رصاص في يد، واستعراض عسكري في اليد الأخرى. في إشارة إلى المظاهرات التي جرت في الولايات الخمسين اليوم لا سيما أمام البيت الأبيض: “لا ملك في أمريكا؟
إذن من هذا الذي نُغني له بالسلاح؟!”
⸻ أما خلف الكواليس، فقد بدأ العالم يشهد زحف الفاشية، لا نظريًّا بل فعليًّا. إليك العلامات يا صديقي، كما نراها تتوالى على الشاشة العالمية:
1. استخدام القوة الغاشمة باسم الأمن القومي قوات الأمن تنتشر في الشوارع بأسلحة كاملة التجهيز، تُعامل المتظاهرين كأعداء داخليين.
2. إعادة تفعيل قوانين الطوارئ ضد المهاجرين مذكرة رئاسية طارئة صدرت فجر اليوم لتوسيع سلطات الأمن الفيدرالي لترحيل “المهاجرين المشبوهين”، وفتح الباب لاحتجازهم دون محاكمة.
3. قمع حرية الرأي على مواقع التواصل آلاف الحسابات المعارضة تم تقييدها خلال 24 ساعة. التغريدة أصبحت جريمة… والإعجاب جريمة أكبر.
4. دمج العسكر في المشهد السياسي بشكل مفضوح العرض العسكري لم يكن احتفالًا وطنيًّا… بل إعلانًا غير مباشر عن أن القائد هو الدولة.
⸻ وفي الخارج؟
الشرق الأوسط يشتعل. قصف إسرائيلي لحقول نفط وغاز إيرانية، تهديد برد عنيف من طهران، تصعيد في غزة، توتر متفجر بين الهند وباكستان، والصين تحاصر تايوان.
كأن ترامب لا يهدأ إلا حين تتحول كل جبهة في العالم إلى برميل بارود…
فإذا احترق العالم، انشغل الناس عن الداخل.
⸻ ترامب الذي وعد بالسلام، شهدت أيامه:
• أكبر موجة دماء في أوكرانيا.
• تجدد النزاع الهندي الباكستاني.
• قصف غزة بلا انقطاع. •
والآن تمهيد لصراع إقليمي بين إسرائيل وإيران.
كأنه جاء لا ليطفئ النيران، بل ليصنع منها غلالة من الدخان تُخفي قبضته وهي تُطبِق على الحريات، والحقوق، والدستور.
⸻ أما في الداخل الأمريكي، فالحال ليس أفضل: الركود ينهش الاقتصاد من الداخل، موجات تسريح جماعي في كبرى الشركات، أسعار الغذاء والطاقة تقفز بجنون، والمواطن الأمريكي العادي يجد نفسه في نفس الطابور الطويل… سواء كان يبحث عن وظيفة، أو عن دواء، أو حتى عن أمل.
كل هذا يحدث في ظل رجل وعد بأن “يعيد أمريكا عظيمة”…
فأعادها إلى الكساد، والاحتقان، والانقسام. ⸻
فهل تُصبح أمريكا فعلًا دولة فاشية؟
هل يتحول الحلم الأمريكي إلى كابوس عسكري مزخرف بالألعاب النارية والدبابات؟
فلننتظر… ولنر.
أحمد مراد كاتب صحفي مقيم في نيويورك
amourad978@aol.com
